الأربعاء، 27 فبراير 2013

تربية الطفل وأثرها في أمن المجتمع

كتبهاخوله محمد ، في 31 مايو 2008 الساعة: 13:51 م




لقد اعتنى المنهج التربوي الإسلامي بما يمتلك من فلسفة تربوية شاملة ومتكاملة بتهذيب الإنسان وتقويمه وتكامله ، فجاء المنهج الإسلامي التربوي ينفرد بخصائص جوهرية لا توجد في المناهج الأخرى مثل : شمولية التربية حيث أن التكوين التربوي له أبعادا متنوعة تتجاوز الإنسان كفرد قابل للتكوين لتمتد إلى الأسرة ووصولا إلى المجتمع والإنسانية ..

وحين نتحدث عن الأسرة نبدأ بالحديث عن أصغر فرد فيها وهو الطفل ، فالمربي الإسلامي والمؤسسات التربوية تهتم اهتماما بالغا في هذا المر حتى يكون التأثير فاعلا ويكون الطفل أكثر استيعابا لمرحلة البناء التربوي التي تجعل منه شخصية فاعلة وسوية وقادرة على القيام بدورها في بناء المجتمع ..

نتحدث هنا عن دور الأسرة في أمن المجتمع :
ودور تعني : دار الشيء يدور دورانا ، وهو الواجب والمسئولية التي يجب القيام بها ، وهذا دورك أن تفعل كذا ومسئوليتك القيام بكذا ..

الأسرة : كلمة تطلق على الجماعة التي يربطها رابط مشترك ،وأسرة الرجل : عشيرته ورهطه لأنه يتقوى بهم ،فالأسر في اللغة يحمل معنى التماسك والقوة ..

أمن : أصل المن طمأنينة النفس وزوال الخوف والمن ضد الخوف
وهو استقرار المواطنين وشعورهم بالطمأنينة والمن على أرواحهم وأموالهم وأملاكهم ..

المجتمع : تقول العرب : جمع الشيء عن تفرقه يجمعه جمعا ، والجمع : اسم لجماعة الناس
والمجتمع هو : مجموعة الأفراد والأسر الذين يعيشون في مكان واحد فنقول المجتمع المكي ( سكان مكة المكرمة ) وهكذا ..

والأسرة هي المؤسسة الأولى لبناء الإنسان حيث يعتمد الطفل اعتمادا كليا في إشباع حاجاته على أسرته وهذا يجعله أكثر قابلية في التأثر بمن حوله فهو لا يملك لنفسه بطبيعته القاصرة نفعا ولا ضرا ومع تطوّر نموه الجسدي والعقلي يبدأ بالتكيف مع المحيط وإدراكه لكنه لا يزال معتمدا في تفكيره وتصوراته الذاتية خصوصا قبل المدرسة على ما يقدمه الآباء من عاطفة أسرية سلبية كانت أو مفرطة أو متذبذبة ، ولهذه العاطفة أثر كبير على نمو الطفل في جميع المجالات وأهمها :

287ima

· النمو الحركي :

فهو يسهم في التكيف الذاتي والاجتماعي الأمثل للطفل ، ومن تلك الجوانب :

- يسهم بدور كبير في تقبل المجتمع للطفل .
- توفير أجواء من المرح والسرور حتى حين يكون الطفل وحيدا .
- التطور الحركي يقود لتطوير مشاعر الأمن الجسمي والنفسي .
- المساعدة في تطور الصحة عند الطفل .
- التخلص من الطاقة الزائدة والتوتر والإحباط .
- المساعدة في تطوير استقلال الطفل واعتماده على نفسه .

والسلوك الحركي يتأثر بنوع استجابة البيئة لتلك الحركات التي يقوم بها الطفل فإذا وبخ الطفل من قبل الوالدين وعدم حصوله على التعزيز يؤدي إلى عزوفه عن معاودة تكرارها بسبب إهمال الوالدين أو عدم التفاعل بجدية وحماس …

· النمو الانفعالي :

والانفعال هو حدوث استجابة فسيولوجية على شيء من الشدة كأن تكون زيادة مفاجئة لضربات القلب أو تعرق شديد أو ازدياد ضغط الدم أو توترا في الجهاز العصبي …

والاسم الذي نطلقه على الانفعال مثل حين نقول انفعال الخوف أو الغضب أو الفرح يتحدد حسب مستوى الصورة البصرية أو طبيعة الحاجة الداخلية ، ومن أهم مظاهر الانفعال التي يعانيها الأطفال هي :
- الخوف : ومن مظاهره توتر في عضلات المعدة وشعور بالضيق والتوتر ، وللآباء تأثير كبير في تعلم هذا الانفعال فبالرغم من قدرتهم على مساعدتهم للأطفال بالتغلب على مخاوفهم إلا أنهم في الوقت نفسه يكون لهم دور سلبي باعتبارهم مصدرا أساسيا لتلك المخاوف ..

وللخوف طريقتان تنتقل بها مخاوف الآباء إلى الأبناء وهي :
- التوحد حيث يقوم الطفل بتقليد أو إدخال خوف والديه بصورة لا شعورية ..
- التعلم الاجتماعي حيث يقوم الطفل بتقليد سلوك والديه في انفعال الخوف بوعي وشعور ..

· النمو الاجتماعي :

وهي العملية التي عن طريقها يسعى الآباء إلى إحلال عادات ودوافع جديدة فالآباء يهدفون من خلالها إلى جعل أبناءهم يكتسبون أساليب سلوكية يرضى عنها المجتمع وتتقبلها الثقافة المحلية وأكثر الطرق استخداما هي طريقة الثواب والعقاب والملاحظة والتقليد ، ومن أهم شروط تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية فعالة هي تقبل الأم له ، فالأم لا تتقبل صغيرها إذا لم تتقبل ذاتها ففاقد الشيء لا يعطيه لهذا على الأم أن تدرك قيمتها في المجتمع والقيمة التي حفظها لها الدين ومنحها إياها ولا تتأثر بأقوال الناعقين ممن يرددون بأن المرأة وخاصة المسلمة مقيدة ومهضومة الحقوق فهذه كلها أساليب لتحطيم قدرة المرأة والتقليل من شأنها وغرس روح عدم الثقة في نفسها …

وتلعب حرارة الأسرة في جانب آخر دورا مهما في نمو شخصية الطفل وخصائص سلوكه الاجتماعي ، وقد قامت ( بومرنيد ) ببحث وجدت من خلاله أن الأطفال الذين يتميزون أكثر من غيرهم بالاعتماد على النفس والضبط والاستقلالية هم أولئك الذين يقوم آباءهم بممارسة الضغط عليهم في أداء واجباتهم دون أن يغفلوا عن إشعارهم دائما بحرارة العاطفة نحوهم وتقبلهم كما هم وتشجيعهم باستمرار في كل مرة ينجحون فيها بأداء واجباتهم ..




· النمو العقلي

إن تنشئة العقول وتربيتها على قوة المدارك من الإسلام لأنها عماد نهضة الأمم ، والذكاء هو حدة الحواس التي يتزود بها الإنسان حسب تعبير ( جالتون ) وعرّفه ( وكسلر ) بأنه المقدرة الكلية للفرد الإنساني على التصرف الهادف والتفكير العاقل والتعامل الكفء مع البيئة ..

وتلعب العاطفة السرية دورا هاما في تنمية الذكاء لدى الطفل من خلال :
- توفير اللعاب التي تناسب مرحلته العمرية
- قضاء وقت معين مع الطفل وتشجيعه على اللعب وحل المشكلات
- إجابته على الأسئلة التي يطرحها
- اغناء لغته بالحديث معه بلغة معبرة ثرية في وصف البيئة والحوادث بصورة صحيحة

وقد وجد أحد الباحثين ( زاجونك ) : أن هناك علاقة كبيرة بين ترتيب الطفل في العائلة وبن ذكائه وقدرته العقلية حيث توصل إلى أن هناك علاقة عكسية بين ترتيب الطفل ومستوى ذكاءه وعلل ذلك بأمرين :
1- المستوى العقلي للأشخاص الذين يتفاعل معهم في الأسرة وهم الأب والأم فقط
2- قيام الطفل الأول بتعليم إخوانه الصغر منه سنا مما يوفر له فرصة سانحة لتطوير قدراته وإمكانياته العقلية …
أجرى ( سيموندز ) دراسة بين فيها : خصائص الشخصية والتوافق الاجتماعي لمجموعتين حيث وضح من خلالها أن الطفل الذي يعاني من ( الحرمان العاطفي ) يتحول إلى كائن عدواني مضاد للمجتمع وخطرا على أسرته والمجتمع والإنسانية …
& المجموعة الأولى : تتكون من (31 ) طفل منبوذ : لا يتقبله والديه ولا يرتبطون معه بعاطفة أسرية سليمة ..
& المجموعة الثانية من (31 ) طفلا مقبولا ، ومن خلال الدراسة تبين أن المجموعة الثانية أظهرت قبولا بدرجة أكبر وتعاونا وودا وأمانة واستقرارا فيه من الناحية الانفعالية وحزما وسرورا ، أما المجموعة الأولى وهي المنبوذة فكانوا غير مستقرين انفعاليا وذوي نشاط زائد وكانوا يسلكون سلوكا يهدف جلب الانتباه وكانوا أكثر حنقا على السلطة بما في ذلك والديهم وأكثر تمردا على النظم الاجتماعية والقواعد ، كما أظهروا اتجاهات جانحة وأكثروا من الكذب والهروب من البيت والسرقة والتشاجر وأمثال هؤلاء يكون لهم أثر كبير في فساد المجتمع ودماره ..

· النمو اللغوي :

الأسرة هي العامل الأكثر أهمية في رعاية نمو الطفل اللغوي ، فأول حافز صوتي للطفل هو صوت النطق البشري ، ويستجيب الطفل للأصوات البشرية منذ الأشهر الأولى بما يمتلكه من قدرات على التمييز الإدراكي فيبدأ بمحاكاة ما ينطق به من يحيطونه والوالدان يلعبان دورا مهما في زيادة عدد الأصوات وتشجيعه على إحداث الأصوات والتلفظ بها وبالكلمات والتفاعل بينهما …

وتشجيع الطفل على أن يكون مصغيا جيدا وتشجيعه على الكلام والتعبير الحر وعدم الإلحاح في تصحيح أخطائه ..

كما نشجعه على سماع اللغة كتلاوة القرآن والقصائد الشعرية والقصص والخطب من الناس وتوفير مثيرات ثقافية وفكرية تساعده على النمو اللغوي والفكري والاجتماعي كالمجلات والكتب والقصص التي تخص الأطفال …

وقد وجد براون أن تقبل الطفل والاهتمام به وتخصيص وقت كافي للحديث معه ومشاركته لهوه وإجابته على استفساراته وأسئلته تؤثر على نمو الطفل وتجعله أوفر حظا في اكتساب مفردات ومهارات لغوية جديدة وسليمة ..

والأطفال الذين يعيشون بأمان وسعادة بعيدين عن القلق يتكلمون أفضل من الأطفال الذين يعانون حالات انفعالية سلبية ..

& وتشير مكارثي إلى أن بعض صعوبات النطق يحدث نتيجة لمشكلات انفعالية كفقدان الشعور بالأمان ، واضطرابات الكلام شائعة بصورة خاصة في :
- الأسر التي يعاني فيها أحد الأبوين من حالة عصبية ..
- حين تكون علاقة الأبوين ضعيفة مع الطفل .
- حين يشعر الطفل بالإهمال ..
- في الأسر التي تنتقد الطفل وتطعن في سلوكه بصورة مبالغ فيها ..

· أثر الصحة النفسية على الطفل :

أكدت الدراسات والأبحاث أن الصحة النفسية هي مصدر الإنسان واستقراره في المجتمع ومنبع مهم من منابع تحقيق الأمن فيه وحفظ النظام ، فالمجتمع إلي يتمتع أفراده بالصحة النفسية والسلوك السوي يبني نظاما اجتماعيا تندر فيه الجريمة والانحطاط والمشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية ..

ومن أكثر الأمراض النفسية الاضطراب والتوتر الانفعالي الذي يعمل ضد العلاج الناجح فيفقد الشخص قدرته الذاتية على استعادة صحته والحفاظ على الاستقرار النفسي والعاطفي ولهذا يوصي أطباء وعلماء النفس بما يلي :

- مد جسور الصلة بين الطفل وخالقه من خلال الذكر والصلاة وقراءة القرآن ، فالقرآن له أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي ولن تتحقق السعادة الحقيقية للإنسان إلا في شعوره بالأمن والأمان …
- استشعار الطفل وجود الله سبحانه وتعالى فيما حوله من حقائق وأشياء ومخلوقات سيملأ ساحة نفسه أمنا كما قال الدكتور كامل يعقوب :” والحقيقة التي لامستها في حياتي أن أوفر الناس حظا من هدوء النفس هم أكثر نصيبا من قوة الإيمان وأشدهم تعلقا بأهداب الدين “ .
- التمتع بالصحة البدنية ..
- تجنب أخذهم بأساليب الكبت والحرمان والتخويف وإتاحة إشباع غرائزهم المختلفة باللعب وتكريس الوقت ومشاركتهم في ذلك ليشعروا بعاطفة الأبوة الحانية ..
- اختيار مهنة مناسبة تحقق للطفل الشعور بذاته وتثبت له فيها كيانه ووجوده .
- تجنيبه الضغوط وتدريبه على الرفق وضبط النفس عند الانفعال ومساعدته في حل المشكلات التي تواجهه ..
- تغيير الروتين اليومي من فترة لأخرى فقد تأتي الضغوط من الضجر والرتابة والملل ..
- اقتناع الطفل وتأكده أن أهله يحبونه بشكل دائم ومستمر فلا يجد في أقوالهم وتصرفاتهم ما يجعله يشك في ذلك ..

· بعض السلوكيات السيئة لدى الأطفال :

1- العدوانية : كالضرب والعض والقتال والتخريب بهدف إيذاء الآخرين أو إخافتهم مما يجعل الكبار والآباء يكثرون من تأنيبه ومعاقبته لذلك لابد من التفاعل بين سلوك الطفل والآخرين الموجودين في بيئته ..
2- التمرد : كرفض الأوامر والصراخ والتحدي والعقوق وعدم الطاعة ، وهنا لا يجب إجبار الطفل بالقوة لأن هذه الطريقة ليست مثمرة بل تزيد الأمر سوءا ، وهنا يمكن إعطاء الطفل عدد من السلوكيات والبدائل يختار هو من خلالها ، ولنحاول الابتعاد عن عبارة ” سوف تفعل ” ونقول له ” ما رأيك أن تفعل كذا ” .
3- الفوضوية : في غرفة الصف بالكلام غير الملائم والضحك والتصفيق والضرب بالقدم وغيرها ..
4- السلبية وانعدام الثقة : فكثير من الأطفال يستقر لديهم أنهم فاشلون أو غير مناسبون من خلال عبارات يكررونها مثل ( لا أستطيع فعل ذلك ) ( هو أفضل مني ) ( أنا لست وحيدا ) ( لن أفوز أبدا ) وأمثال هؤلاء لديهم حساسية ضد النقد ولا ينخرط كثيرا في النشاطات ويدل كلامهم على عدم السعادة في الحياة ..
5- قلة النشاط والخمول ، البطء وعدم الاهتمام ، الخجل ..
6- نضجه الاجتماعي لا يتناسب ومرحلته العمرية …

· واقع الطفل اليوم :

إن أسرتنا اليوم تعاني من سلبيات تحتاج إلى معالجة بعضها ( نقد وتقويم ) لأنه يعود إلى تقاليد بالية تظلم المرأة وهي بعيدة عن الإسلام ، وبعضها يعود إلى قوانين وافدة راحت تنخر في تماسك الأسرة وتهدد ما تتميز به من ايجابيات ..

ومن هنا لابد لنا من تحدي المعوقات والعوامل المؤثرة التي تحد من الدور المني الشامل لبعض مؤسسات المجتمع مثل الأسرة والمدرسة ، وهنا سنصف واقع الطفل في مجتمعاتنا :

& جاء تقرير لمنظمة اليونيسيف في المؤتمر العربي رفيع المستوى الثالث الذي عقد في تونس لحقوق الطفل يتحدث عن أهمية التصدي لقضايا عالقة تعني بصحة الطفل وتعليمه وحمايته من العنف والإساءة والاستغلال ، حيث كانت هذه الأمور مسئولية كل دولة عربية على حدة حتى استلمتها اليونيسيف ..

وجاء في التقرير أن ثمة نصف مليون طفل دون الخامسة ما زالوا يموتون كل عام لأسباب يمكن الوقاية منها ، وهناك (11 ) مليون خارج المدارس الابتدائية و(13 ) مليون فل في سوق العمل يعملون في ظروف مروّعة .. كما أن هناك أطفال يتم التخلي عنهم ويقضون حياتهم في المؤسسات والشوارع ويعانون من سوء المعاملة ، وحين نرى وضع الطفل بهذه الصورة ندرك كيف سيكون مصير المجتمع بوجود أطفال يعانون مثل هذه المعاناة ؟؟ حتما سيكون لهم أثر كبير في فساده حين يكبر هذا الطفل ..

لهذا لابد أن تتعلم المنطقة كيفية تعليم الراشدين العرب طريقة يصغون فيها لأصوات أطفالهم ويدرسون آرائهم وإشراكهم في العمل ..

& جاء في بحث علمي نشر في مجلة طبية متخصصة أن الأطفال الذين يستعملون الهواتف النقالة قد يصابون بفقدان ذاكرة واضطرابات في النوم ونوبات من الصداع ، وظهرت دراسات أخرى تبين أن أجهزة الهواتف النقالة ذات السماعات البعيدة تزيد من تعرض الدماغ للإشعاع ويتفق العلماء على أن الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة من هذه الأجهزة تسخن أنسجة المخ وتؤثر عليها ..

& استغلت شركات التأمين الهولندية حادث مقتل نائب مدير مدرسة على يد طالب ثانوي بالرصاص داخل مدرسته بمدينة لاهاي عندما أضافت بند ( عنف التلاميذ ضد معلميهم ) حيث بينت أن 50 % من المعلمين لديهم خوف عام من التلاميذ ، وأن 30 % من المعلمين يخافون من تعرضهم للسرقة و18% يخافون من الضرب والتهديد و14% يخافون من القتل واستخدام الأسلحة ضدهم وما لهذه الأمور من أسباب إلا ضعف التربية في هذه المجتمعات التي أصبحت مجتمعاتنا تحذو حذوها وتسايرها في كل شيء وخاصة في الانفتاح على عالم الفضائيات والانترنت مع ضعف الوازع الديني ..

& ومن المعوقات العامة : امتلاك العرب أكثر من 60 قناة فضائية رسمية وخاصة تحاكي قنوات الغرب بتركيزها على جوانب الترفيه والجنس وإغراق المجتمع وأفراده إلى درجة التهميش ، فقد أصبحت الفضائيات تقدم أشياء بعيدة عن الحياء وأصبح هناك غزو واضح من خلال هذه البرامج التي لا تمثل أي مجتمع إسلامي وتؤثر سلبيا في تربية الأبناء ، وهنا أمثلة بسيطة تبين بعض ما تحمل هذه الصور من ثقافات ولنأخذ مثلا :

· الكارتون الشهير توم وجيري الذي يعرض للطفل ، حيث يعلمه كيف يمكن لفأر صغير ضعيف خبيث أن ينتصر على القط الضخم بالخداع والحيل واستسهال الإيذاء والتسبب في اللم الشديد له ، وتنزل كلمة النهاية على وجه الفأر وهو يتلذذ بقهر القط بدهائه وخبثه ..
· أفلام الخيال العلمي التي تأخذ عقل الطفل بعيدا عن واقع مجتمعه وحقيقة مشاكله وتجعل شغله هو انتظار مخلوقات خارقة القوة تأتي من الفضاء لتدمر العالم وتقتل البشر وتستولي على الأرض وهذا المر يربي لدى الطفل استحالة تحقيق سلام حقيقي في هذا العالم المتطور ،ويخلف لديه إحساس بعدم الأمان ولعدوانية لهذا حين يختار لعبة يختار مسدسا أو رشاشا أو أداه من أدوات القتل والدفاع عن النفس ..
· الإعلانات التي تتخلل هذه البرامج وهي من كماليات المجتمع وترفيهه لا يحتاج لها وحين يطالب بها فهو يطلب حياة كلها ترفيه في ترفيه حتى لو لم يكن لها حاجة ويستجيب بعض الآباء لمطالب أبناءه للأسف ..
· المخترعات الحديثة أصبحت تجردنا من كثير من الممارسات والقيم وتسلب البشر طابع الإنسانية ، ومنها ما فعله التلفاز بنا حيث تجلس العائلة بأكملها لنحو ساعتين لمتابعة برنامج أو معروض ويكون كل الكلام المتبادل بينهما تلغرافات بسيطة من نوع : بعدين … هوس … لا يا …..

لهذا أعلنت مؤسسة في بريطانيا تسمى ( آي كان ) وتعني ” أستطيع ” أن الكثير من الصغار باتوا عاجزين عن التعبير عن أنفسهم لأن الكبار من حولهم ساهون لاهون ..

لهذا جاءت المؤتمرات والتوصيات الخاصة بتربية الطفل تطالب بإعداد برامج لتنمية الذكاء الوجداني لدى المعلمات خاصة في مراحل رياض الأطفال بهدف مساعدتهم في فهم ذواتهم وذوات الآخرين حتى ينعكس على الأطفال ويساعد على نمو هذا الجانب لديهم من خلال تربيتهم على التعبير عن انفعالاتهم ومشاعرهم وحل مشاكلهم وصراعاتهم مع أنفسهم وزملائهم ..

المراجع :
- ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن ( الدور المني للأسرة / د. محمد بن يوسف أحمد عفيفي ..
- العاطفة الأسرية وأثرها على الطفل / عبد الرسول عداي .
- كيف تتكامل شخصية الطفل ؟ / سالم مبارك الفلق .
- ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن ( المؤسسات المجتمعية والمنية : رؤى مستقبلية / د. حسن بن أبو بكر العولقي )
- الطفل ووسائط الإعلام / د. صلاح عبد السميع عبد الرازق ..

ليست هناك تعليقات: