السبت، 12 سبتمبر 2009

مذاق الصدقات ..




حين كنا صغارا كنا نرى أمهاتنا وهي تبادر بالصدقات ..

تدفع ربما كل ما لديها لإدراكها هذه القيمة العظيمة .. توزع ما تملك على من يحتاج لتحصل على دعوة في ظهر الغيب ..

ذكر جميل وقبول من الرب عز وجل .. وحين كبرنا أدركنا أثر هذه الصدقات الصغيرة مع ما كان عليه الحال من الفقر وقلة الحيلة ..

لكن الآن ومع زيادة ما يملك الانسان مقابل قارنته بالماضي أصبح مد اليد قليل .. والخوف من الفقر كبير ..


وهذا هو مرض من أمراض التعلق بالدنيا ، كثر الشح وابتلي الانسان بالبخل ولا أقول الكل لكنه مرض أصاب الكثير .. يأتي رمضان ليمحو هذه الأخلاق ويحولها .. يطهرها ويزكيها .. يربيها على البذل وتذكر المحتاج رغما عنه ، فحين يجوع يتذكر الجوعى وحين يحرم مما يحب يتذكر من يعاني الحرمان الطويل .. فيبادر بدفع الصدقة طلبا في محو معصية .. زيادة بركة وعافية .. كثيرة هي الأمثلة التي ذكرت في الصدقة والنماذج عظيمة فهي تضاعف الحسنات وترفع المعنويات وتجعل من هذا الانسان قلبا يسع الكل لا يسع ذاته فقط ، أذكر أنه في مرة من المرات أخرجت إحدى صديقاتي مبلغا من المال صدقة لمحتاج وكان آخر ما لديها منه ،

وعندما عادت للمنزل أخذت تقلب أحد كتبها لتجد فيه مبلغا أكبر من المبلغ الذي أخرجته فمن الذي أكرمها به ؟


إنها صدقتها الخالصة التي أخرجتها لوجه الله تعالى ..


يأتينا رمضان لتتضاعف الأعمال وتزيد الأرصدة وتصفى القلوب فتبادر بالطاعة فقد حبست الشياطين وأصبحت الأنفس تتوق للمزيد من الحسنات فلنستغل هذا الشهر ونتذكر أحبتنا الذين يعانون من الحاجة ولنمنحهم بعض ما لدينا فنخفف الألم ونزيح الهم .. ونفرج الكربة .. فلنتصدق على أنفسنا .. لنتصدق فأبواب الصدقة كثيرة كما وضح صلى الله عليه وسلم :

" من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وأستغفر الله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ويعزل الشوك عن طريق الناس والعظم والحجر وتهدي العمى وتسمع الصم والبكم حتى يفقه وتدل المستدل .... وكل معروف صدقة ..


ولا ننسى في شهرنا زكاة الفطر التي نخرجها قبل يومين من العيد في أواخر شهرنا الحبيب لنجبر صومنا ونطهره مما قد يفقده ثوابه قال صلى الله عليه وسلم: ( زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ، من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) أخرجه البيهقي وصححه الألباني .


فلنبادر بالمعروف في هذا الشهر المبارك لنضاعف حسناتنا ونعتاد على هذه الأعمال فتصبح جزء لا يتجزأ من سلوكنا ..

هناك تعليقان (2):

إيلاف يقول...

لكل من يخشى الفقر جرّاء الإنفاق في سبيل الله أقول :
اطمئن , فلن تمُت حتى تستكمل رزقك كله , فأدِ للفقراءِ حقهم في مالك , ولاتبخسهم منه شيئا ..

خوّلة :) الذين تكون لذتهم في العطاء , أعظم من لذتهم في الأخذ , حتماً يحملون في صدورهم قلوبا عظيمة

فهنيئاً لكِ قلبك

رذاذ المطر يقول...

الحبيبة إيلاف

حتى يحقق المرء السعادة
يشعر بها .. يدرك قيمتها
لابد أن يعيش لغيره لا لنفسه

جزاك الله خيرا